الفصل 1: لطالما حوّلت الهندسة العالم إلى الأفضل وهناك حاجة إلى المزيد من المهندسين ذوي المهارات المناسبة
هذا النص هو مقتطف من الملخص التنفيذي لتقرير اليونيسكو بخصوص الهندسة و التنمية المستدامة الصادر في 04 مارس 2021. و نعيد نشره قصد تسهيل الاطلاع عليه من طرف قرائنا الكرام و خلق نقاشات حول فحواه.
إن أكبر مشكلة تواجه العالم حاليا هي كيفية التوفيق بين التنمية البشرية والحفاظ على الكوكب. وفي هذا الصدد، تلعب الهندسة دورا رئيسيا في « هندسة عالم أكثر استدامة« ، كما هو مبيّن في الفصل الأوّل.
يحدد هذا الفصل الدور الجوهري للهندسة والمهندسين في المضي قدما لتحقيق كل هدف من الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة. فهو يعكس كيف نجح المهندسون في تحويل عالمنا لآلاف السنين، من اختراع أولى الأدوات الحجرية والأجهزة البسيطة، مثل البكرة والرافعة في العصور القديمة، إلى تطوير المحرك البخاري الذي أدى إلى الثورة الصناعية الأولى، وصولا إلى التغيرات الملحوظة التي تحدث الآن في فجر الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك تطبيق الذكاء الاصطناعي المتقدم وتكنولوجيا هندسة الطب الحيوي لتحسين حياة الناس وعمليات الإنتاج.
كما يسلط الفصل الأول الضوء على الثغرات القائمة بين القدرة الهندسية الحالية ومتطلبات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويدعو إلى توثيق التعاون بين الحكومات، ومعاهد الصناعة والتعليم والبحوث، والمجتمع المدني والأوساط الهندسية، من أجل ضمان أن يتمتّع المزيد من المهندسين بالمهارات المناسبة للمساهمة في بناء عالم أكثر استدامة.
إن الطلب على المهندسين في مختلف أنحاء العالم مرتفع، سواء في البلدان المتقدمة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والبرمجيات والذكاء الاصطناعي والاتصالات، أو في البلدان النامية التي تحتاج علاوة على ذلك إلى البنية الأساسية وأنظمة النقل وشبكات التزويد بالطاقة والمياه.
ومن الأهمية بمكان أيضا أن تلبي عملية تعليم الهندسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لأصحاب العمل خاصة من أجل مواكبة التكنولوجيات التي تتغير بسرعة وظهور تخصصات جديدة.
يتعين على الحكومة وأساتذة الهندسة ومؤسسات الهندسة المهنية أن يعملوا معا لضمان معالجة معايير التعليم الهندسي لأهداف التنمية المستدامة، وأن ينظر المزيد من الشباب، وخاصة الفتيات، إلى الهندسة باعتبارها مهنة.
