الفصل 4: التعليم الهندسي وبناء القدرات باعتبارهما مفتاحا لتمكين الهندسة من تحقيق أهداف التنمية المستدامة
هذا النص هو مقتطف من الملخص التنفيذي لتقرير اليونيسكو بخصوص الهندسة و التنمية المستدامة الصادر في 04 مارس 2021. و نعيد نشره قصد تسهيل الاطلاع عليه من طرف قرائنا الكرام و خلق نقاشات حول فحواه.
رغم الأهمية الاجتماعية والاقتصادية التي يحظى بها المهندسون، هناك مخاوف متزايدة من حقيقة أن انخفاض الالتحاق بالدراسات الهندسية ستكون له عواقب على التنمية في المستقبل. وتعالج مبادرة اليونسكو الخاصة بالهندسة هذه القضية الشاغلة من خلال شراكاتها مع الجمعيات الهندسية المهنية مثل الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، وتلك التي تركز على التعليم، وكذلك الصناعات والجمعيات المدنية لتعزيز « التعليم الهندسي وبناء القدرات »، وهو موضوع الفصل الرابع.
يبين هذا الفصل الحاجة إلى وضع إطار عالمي للمعايير. فهو يشرح كيف أن بناء القدرات في مجال الهندسة عملية مستمرة، تبدء من المدرسة وتستمر عبر التعليم العالي من خلال البرامج الرسمية، ثمّ تستمر أيضا من خلال المسار المهني الكامل للمهندس أو الأخصائي في التكنولوجيا أو التقني من منظور التطور المهني مدى الحياة من أجل مواكبة النمو السريع للمعارف والمهارات المصاحبة.
إن تدريب المهندسين على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لا يتطلب كفاءات جديدة فحسب، بما في ذلك التعلم والتفكير بطريقة ابداعية وحل المشاكل المعقدة والتعاون بين التخصصات والتعاون الدولي ومدونة الأخلاق، بل يتطلب أيضا تغييرا في التعليم الهندسي ذاته. وهذا يستلزم التحول من المسار الأكاديمي والتقني والمعرفي الذي يركز على المعرفة اليوم إلى نهج متعدد التخصصات أوسع نطاقا للتعلم، ومن التركيز على دور المعلمين إلى نهج أكثر تركيزا على دور الطلبة ويكون مبنيّا على حل المشكلات. سيتطلب الأمر بناء نهج منظم، مع ما يرتبط به من ضمان الجودة اعتمادها، من أجل تعزيز التعلم والتطوير المهني مدى الحياة.
ستساعد المراجعات الدورية لخصائص الخريجين الجامعيين وللكفاءات المهنية التي تشمل العديد من الجهات الفاعلة في توجيه التعليم الهندسي لتلبية المتطلبات المتغيرة للتنمية المستدامة، في حين أن هناك حاجة إلى إنشاء نظام عالمي خاص بالاعتماد من أجل المساعدة على ضمان وجود أعداد كافية من المهندسين ذوي الكفاءة العالية المدربين على تنفيذ الممارسات الهندسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومساعدة المهندسين على العمل عبر الحدود الوطنية. يمكن للتطوير المهني المستمر أن يلعب دورًا أساسيًا في تكييف المهندسين مع الابتكارات التكنولوجية وأساليب العمل الجديدة التي تحقق للمهندس التزامه تجاه المجتمع بشكل أفضل.
وفي هذا الصدد، تعتبر أنظمة الشهادات المهنية ذات أهمية قصوى بحيث تعترف بالمؤهلات الهندسية والكفاءات المهنية في جميع أنحاء العالم من خلال إنشاء مجموعة من متطلبات الحد الأدنى من المعارف والمهارات والكفاءات لمهنة الهندسة في المستقبل.