ArticlesCOVID-19

عادل عميمي: جائحة كورونا و ضرورة تبني منظومة رعاية اجتماعية حقيقية بالمغرب

عادل عميميجائحة كورونا و ضرورة تبني منظَومة رعاية اجتماعية حقيقية بالمغرب

بدعوة من المجلة الرقمية للهندسة المغربية « Maroc Ingénierie »  نظم، يومه 10 أبريل 2020 ، لقاء مباشر و عن بعد، جمع ثلة من المهندسين و الأساتذة الجامعيين المتخصصين في الإحصاء و الاقتصاد و تحليل النظم. وقد هدف اللقاء إلى توجيه نداء وطني لكل خبراء هاته التخصصات لتكوين فريق عمل متجانس يضع كفاءاته و نتائج أبحاثه بين يدي المسؤولين لتجويد مجهودات الدولة في التصدي لمخلفات جائحة كورونا.

و لقد كانت فرصة لكل متتبعي اللقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحضور لقاء علمي متميز قدمت فيه قراءات تحليلية و تقييمية للوضع الدولي و الوطني خلال هاته المرحلة الحرجة. و حضرت فيه، و بقوة، تطبيقات تحليل النظم المرتكزة على الذكاء الاصطناعي عامة و تعلم الآلة خصوصا.

ومن مجموع القيم المضافة خلال هذا اللقاء، نشير في هذا المقال إلى مداخلة المهندس الإحصائي عادل عميمي الذي قدم مقاربة تاريخية متميزة و غير نمطية للأزمة الاقتصادية التي ستخلفها هاته الجائحة.

فمن منظوره، قراءة التاريخ بطريقة صحيحة يخول للجميع تكوين صورة أقرب للحاضر و استشراف أدق للمستقبل القريب. فقد عرفت البشرية منذ بداية القرن العشرين العديد من الأزمات التي توجهنا إلى عدم تصنيف الأزمة الحالية على أنها أزمة مالية بل كونها أزمة اقتصادية كبرى على مصاف سابقاتها إبان الحربين العالميتين الأولى و الثانية.

فما سنشهده ليس بأزمة طلب كما كان الحال سنة 1929 و ليس بأزمة مضاربات مالية كما كان حال سنة 2008. وكلاهما كان مرتبطا بحالة إفراط في الثقة لدى الفاعل الاقتصادي. بل هي أزمة أوقفت الخطوط الانتاجية و وجهتها لما تقتضيه ضرورات مواجهة جائحة كورونا حسبما تحدده أجهزة الدولة. و هو تقريبا ما يحدث حين اندلاع الحروب الكبرى. حيث ينكب المنتجون لزاما، على توفير الطلبيات العسكرية و أساسيات الاستهلاك لدى الشعوب.

كما أشار إلى أن تجربتي الحربين العالميتين تعلماننا دروسا لطالما تكررت و بشكل جد متطابق. ففي المقام الأول يلاحظ أن كل أزمة جيو-سياسية كانت تحتضن بداخلها الأزمة التي تليها. و الكل يتذكر ما كررناه أثناء دروس التاريخ في السلك الإعدادي: أن من نتائج الحرب العالمية الأولى هي الحرب العالمية الثانية في حين أن هذه الأخيرة، ولدت ما سمي بالحرب الباردة. و لربما نحن مقبلون على احتدام الصراع الأمريكي الصيني الذي سيعيد ترتيب الأوراق نحو رواد جدد للمنتظم الدولي.

كذلك، منظومة المؤسسات الدولية كانت بدورها تعرف إصلاحات جوهرية بعد كل أزمة. شهدنا نشأة عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى لتعوضها هيئة الأمم المتحدة مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. وفي هذا السياق يتوقع، عادل عميمي، زلزالا قد تعرفه مؤسسة الاتحاد الأوروبي باعتباره أكبر المتضررين من عواقب الكورونا، مع التأكيد على أنه يحتفظ بإمكانية العودة بصورة أقوى إن استدرك الأمر سريعا و استفاد من انفصال بريطانيا عنه.

وفي الأخير،تمت الإشارة إلى أن كل واحدة من تلك الحروب الكبرى قد أنتجت جيلا جديدا من أنظمة الرعاية الاجتماعية. تواكب مخلفات الحروب و تعيد بناء مجتمعات أقوى. و نظرا للرجة التي خلقتها أزمة كورونا في المغرب. فقد صار من الواضح للعيان، أننا نفتقر لهكذا منظومات و أنه من المستعجل تدارك الأمر. بل هي الفرصة الأمثل، خاصة بعد إطلاق ورش النموذج التنموي الجديد، ليتوفر المغاربة على نظام رعاية اجتماعية حقيقي و متكامل.

Partager:

1 comment

Ajouter un commentaire

Votre adresse email ne sera pas publiée